كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس

"مساكنك محبوبة يا رب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 83: 1)

شرح نبوات وأناجيل يوم الثلاثاء من البصخة المقدسة

يوم الثلاثاء هو يوم التعليم

فبعد أن تطرد الخطية من قلبك يوم الاثنين يأتي الرب ببهائه و يحل داخلك و يعلمك الطريق

أعطي المسيح في هذا اليوم العديد من الأمثال مثل مثــّل عرس ابن الملك و الكرامين الأردياء

تحدث فيه المسيح أيضا عن المجئ الثاني و خراب أورشليم

بدأت فيه خيانة يهوذا و بداية اتفاقه مع رؤساء الكهنة لتسليم المسيح

لذلك تزيد الكنيسة في تسبحة البصخة فتقول ” لك القوة و المجد و البركة و العزة يا ربي يسوع المسيح مخلصي الصالح ”

تقول الكنيسة في نهاية الساعة الحادية عشر مزمور ” بيك اثرونوس ” ( عرشك يا الله لدهر الدهور ) باللحن الطويل وكأنها ترد علي هؤلاء المتآمرين أن ربنا يسوع هو الله الخالق و عرشه ثابت بالحب لا الي دهر بل الي دهر الدهور

الساعة الأولي (باكر) من يوم الثلاثاء

+ النبوة الأولي من سفر الخروج :

تحدثنا النبوة عن أهمية الوصية التي تجعل الانسان حرا من العبودية كما حررت بين اسرائيل فيطير الانسان كما بأجنحة النسور و ان كنت تسمع لصوت الرب تكون ” مملكة مقدسة و أمة مطهرة ”

+ النبوة الثانية من أيوب الصديق :

يعلمنا أيوب فيقول لنا عن وصية ربنا يسوع ” هو عرف طريقي ..محصني مثل الذهب فأسلك بحسب أوامره ولا أرفضها أخفي كلامه في حضني ” رائعة هي هذه الكلمات أتركها لتأملك الشخصي

+ النبوة الثالثة من هوشع النبي :

يحثنا هوشع النبي أن نسمع الوصية لئلا تفسد الأرض كما سيذكر لنا في حادثة نوح في الساعات القادمة … فحينما يختفي النور نتعثر حتي في النهار و تتعثر حتي القيادات ” يتعثر النبي معك ”

+ عظة لأنبا شنودة رئيس المتوحدين :

يحدثنا أنبا شنودة عن مقدار فرح السماء بمن يسير عكس الوصية ثم يعود ليسمع لصوت الرب و يتوب من قلبه …كذا يحذرنا ممن يتركون االوصية فسيتحطمون من نجاسة أنفسهم

+ المزمور و الانجيل :

يحدثنا المزمور عمن هم ينقضون الوصية و في كل حين يقولون هذا كلام قديم لا يناسب الأن ..فيقول ” يارب نج نفسي من الشفاة الظالمة ” ….. أنا في الانجيل فيعطينا الرب مثالا بذاته فيقول ” لست أفعل شئ من ذاتي وحدي بل كما علمني أبي ” فالمسيح يتكلم ( بحسب ناسوته ) و يقول انه اخضع ارادته بالكامل للآب ليعلمنا أن نخضع ارادتنا لأبونا السماوي و ننفذ وصيته و يفرحنا بقوله ”الذي أرسلني هو معي ” فمن يعمل الوصية يكون ربنا يسوع دوما بجانبه

الساعة الثالثة من يوم الثلاثاء

+ النبوة الأولي من سفر التثنية :

تفتح الكنيسة أعيننا لنري بركات الوصية .. وتحذرنا من الاتكال علي الذات في تنفيذ الوصية فتقول ” لا تقل في قلبك اني بشجاعتي و قوة يدي صنعت لي هذه الخيرات العظيمة ..فانك ان نسيت الرب الهك ..تهلكون هلاكا ”

+ النبوة الثانية من يشوع بن سيراخ :

تحدثنا النبوة الراائعة عن التجارب التي تحارب الوصية … فمن يتقدم لخدمة الرب و تنفيذ الوصية لابد أن يعد نفسه للتجربة فالشيطان لن يهدأ و لن يتركه بل سيجعل عليه ضيقة لكي يتخلي عن الوصية …فلا تستلم بل جاهد لكي تنفذ الوصية ” قوم قلبك و احتمل ” فان ” الذهب يمحص بالنار ” ولا تخف فلن يضيع أجرك علي أي وصية تنفذها ” أيها المتقون الرب آمنوا به فلا يضيع أجركم ” فستأخذ أجرا علي الوصية هنا علي الأرض و في الحياة الأبدية

+ النبوة الثالثة من أيوب الصديق :

يحدثنا أيوب عمن هم خارج الوصية اذ نراهم ناجحين و مثمرين فيقول لنا أيوب لا تنخدعوا بالمنظر ” جمعوا الفضة كالتراب و أعدوا الذهب كالطين هذه جميعها يأخذها الصديقون ” فحتي ان كانوا ناجحين من المظهر لكن كل ما يجمعوه انما هو للباطل و لن يفيدهم بشئ

+ النبوة الرابعة من سفر الملوك الأول :

تحدثنا النبوة عن صوت الرب الحاني فتقول لنا أنه صوت هادئ منخفض خفيف لايمكن أن تسمعه في وسط من يبيعون و يشترون في الهيكل أو وسط شهوات و خطايا حياتك بل يحتاج أولا أن تنظف قلبك و تطرد الباعة خارجا و شهواتك حتي تسمع لصوت الرب الرقيق المحب

+ الانجبل :

يحدثنا الرب عن البناء الروحي الذي لا قيمة له بدون سماع كلمة الرب في الوصية كمثل البناء الجسدي ( الهيكل ) الذي لما رفض كلمة الله صار بلا قيمة و يوجد فيخ حجر علي حجر

 

الساعة السادسة من يوم الثلاثاء

+ النبوة من سفر حزقيال :

تحدثنا النبوة عن كلمة الله التي هي سيف ماض ..فيحفزها أن تحتد و تضرب كل خطية داخلنا ..تضرب بحدها و تكون لامعة و تسقط كل الخطايا

+ النبوة من سفر يشوغ بن سيراخ :

ان كانت النبوة السابقة تحدثنا عن سيف كلمة الله التي تكشف لنا الخطية ففي هذه النبوة يحدثنا يشوع عن أن لا نسكت عن أي خطية تكشفها لنا الوصية و لا نمتنع عن الكلام في وقت الخلاص فالآن وقت توبة ووقت خلاص .. ثم يعود فيقول ”لاتغالب نهرا جاريا ” فمحبة الله لك في الوصية كمثل تيار النهر لا تقدر علي مقاومتها .. لا تقد أن تغلب نهر محبة الله …لكن تذكر أن في دالك جسد يحارب ضد الوصية لذا يقول ” لا تتبع هواك لتسير في شهوات جسدك ”

+ النبوة من سفر أشعياء :

في عتاب شديد يعاتب الرب يسوع أولاده فيقول ربيت بنين و نشأتهم فعصوا علي .. كأنما يرينا أهمية الوصية التي بدونها لا نعرف الرب فالثور يعرف قانيه و الحمار معلف صاحبه أما شعبي (بدون الوصية ) لا يعرف و لا يفهم .. فتكون النتيجة أن كل الرأس سقيم و مريض كله للوجع و الجسم ليس فيه صحة بسببب البعد عن وصية الله المفرحة

+ المزمور و الانجيل :

اذ يري المرتل حروب العدو ضد الوصية يصرخ الي الرب لينقذه فيقول له أنت منقذي يارب من عدوي و أنت يارب ترفعني عليهم فأغلب .. بينما يرينا الرب يسوع أن الوصية هي نور من يتبعها يتبع المسيح فلا يسلك في الظلمة أما من يرفض فهو يسلك في الظلمة التي تعمي عينيه

الساعة التاسعة من يوم الثلاثاء

+ النبوة من سفر التكوين :

تروي لنا النبوة بالتفصيل قصة الطوفان و هلاك كل من يرفض وصية الله و يعيش في خطيته … فمهما كنت يا صديقي صغيرا ومهما كنت ضعيفا لكن داخل الفلك ( تطيع الوصية و تخضع لتعاليم الكنيسة ) فأنت ستنجو لكن مهما كنت و لو حتي من الجبال الشامخة فكلها ستتغطي بالماء الي فوق و حتما ستهلك

+ النبوة من الأمثال :

تحدثنا النبوة عن أقنوم الحكمة و قلنا سابقا أن الحكمة = المسيح فتقول ان الحكمة بنت بيتها ( الكنيسة ) و نحتت أعمدتها السبعة ( الاسرار ) و هيأت مائدتها و خمرها ( القداس ) فقط تعال و اشبع تعال و ارتوي من حب ربنا ووصيته المحبوبة حتي تشبع و تترك الخطية اطلب الحكمة ( المسيح ) لتحيا

+ النبوة من سفر أشعياء :

يطلب الرب من النبي أن يصعد و ينادي بالوصية علي الجبال اعالية و يعلن كلمته لكل الناس لا ليقيد حريتهم بالوصية بل ليعطيهم حرية داخلية .. لينضم لقطيع المسيح .. و في القطيع يرعاه المسيح نفسه بحب ” كراع يرعي قطيعه و بذراعه يجمع الحملان و يقود المرضعات و في حضنه يحملها ” فحتي و ان كنت صغير في الوصية ( مرضعات ) فهو سيحملك …و لا تقول ( قد خفيت طرقي عن الله ) لأنه يعرفك و يتمني ان تسلك بوصيته حتي“ يعطيك أجنحة كالنسور ” فتركض في الطريق الروحي ولا تتعب

+ النبوة من دانيال :

يذكرنا دانيال أن أهمية الوصية ليس فقط لحياتنا الأرضية بل ان هناك يوم للديونة سيأتي يدين فيه الرب كل من سلك بدون الوصية و يصف يوم الدينونة بالتفصيل

+ النبوة من سفر الأمثال :

بعد أن حذرتنا الكنيسة من يوم الدينونة تعود فتتحدث النبوة الرائعة عن ربنا يسوع وكيف يسعي لخلاصنا حتي ننجو من الدينونة ( في النبوة السابقة ) حتي أنه يقول ” اليكم أيها الناس أتوسل وتعليمي الي بني البشر أعطي ” فياصديقي .. لاتتركه يقرع

+ عظة أنبا شنودة :

يوضح لنا الهدف أن نسلك بالوصية و لانكسل لأن لنا يوم سنترك فيه العالم

+ المزمور و الانجيل :

يحدثنا الانجيل عن علامات المجئ الثاني و كأن الكنيسة تقول لنا أن يوم الرب قريب فبدأ بالتمسك بالوصية .. لأن يوم الدينونة بالنسبة لك هو يوم انتقالك من العالم اذ ان بعده لا يوجد توبة أو أعمال ..فاسلك بالوصية حتي متي جاء الرب في مجد عظيم تكون معه في المجد
عن هذا يقول نيافة الأنبا يوأنس :
نلتقي بالرب يوم الثلاثاءوهو يعلم في الهيكل…. كنت أجلس عند قدمي السيد يوم الثلاثاء وهويُعلم رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب بأمثال عن نهاية العالم والدينونة العتيدة أن تكون … وتأملت كثيراً في تلك الساعة ومصيري الأبدي … وأثناء عودتنا إلى بيت عنيا في المساء ، تقدمت لأسير بجانب مُخلصي الصالح وتحدثت معه في الأمثال التي ذكرها عن الدينونة العتيدة … وقال لي الرب بحنانه الفائق : تأمَل كثيرا يا حبيبي إن أيامك القصيرة جدا على الأرض ترسم بدقة أبديتك الطويلة جدا

الساعة الحادية عشر من يوم الثلاثاء

+ النبوة من سفر اشعياء :

يتابع النبي أشعياء الحديث عن يوم الرب فيقول انه سيكون علي كل جبل شامخ ( متكبر ) فلا تتكبر لئلا يكون عليك هذا اليوم للدينونة .. لأن هذا اليوم سيكون يوم غضب من الرب لذلك فتب من الآن

+ النبوة من أمثال سليمان :

يوصينا سليمان أن نحفظ شريعة الأب ( ربنا يسوع ) و لا نرفض مشورة الأم ( الكنيسة ) ثم يقول لنا كيف نحيا بالوصية .. ” اربطها بثبات في نفسك اذا مشيت خذها معك .. حتي اذا استيقظت فهي تحدثك ” لتنقذك من الخطية و من المرأة الأجنبية …فانه بسبب المرأة الأجنبية ( الخطية ) يفتقر الشخص لرغيف خبز ( يجوع روحيا ) … أخيرا يقول لنا ” احرص علي كلامي كحدقة العين . اكتبه في عمق قلبك …قل للحكمة ( المسيح ) أنت أختي ” ما أعمق هذه الكلمات يا أخي الحبيب تأمل فيها بهدوء

+ عظة أنبا شنودة رئيس المتوحدين :

يوبخنا القديس أنبا شنودة لعدم اهتمامنا بالأسرار الكنسية و سر التناول و يحثنا علي أن لا نكون في تراخ وكسل لئلا يكون السر علينا للدينونة

+ المزمور و الانجيل :

اذ بدأ يهوذا في هذا الوقت يفكر في خيانة المسيح و بدأ المؤمرات علي المسيح تعلن الكنيسة بكل وضوح أننا نعرف من انت يارب .. أنت تسمح بهذا بارادتك لأجل خلاصنا .. ستبدأ رحلة الآلام الأن من أجلنا و من أجل خطيتنا لا عن ضعف بل عن قوة لذا تقول الكنيسة لحن من أروع ألحانها علي الاطلاق و هو ” بيكثرونوس ” و تفسيره ” عرشك يا الله الي دهر الدهور ” فنعلن بوضوح أنك الله و عرشط سيثبت بالحب في قلوبنا الي دهر الدهور … أما الانجيل فيتحدث أن كل وصية أو تعليم نسمعه انما هو وزنة لابد أن يجعله يثمر في حياتنا و نتاجر به لنربح الأخرين والا سنحاسب عليه في اليوم الأخير

++++++++++++++++++++++++++

تلخيص

+ رأينا علي مدار النبوات أنها تحدثنا عن الوصية و كيف أنها ليست تقييدا لحريتي بل هي اقتراب ليسوعي المحب الذي سيحملني في حضنه
+ أيضا تحذرنا الكنيسة من يوم الدينونة الذي هو قريب ففيه سأحاسب علي الوصية التي أهملتها
+ أيضا في الساعة الحادية عشر بدأت رحلة آلام المخلص تظهر لذا نضيف الي ”ثوك تي تي جوم ” عبارة ” باسوتير ان أغاثوس ” أو ” مخلصي الصالح ” لأن مسيحنا بدأ يظهر لنا بصورة المخلص و الفادي