كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس

"مساكنك محبوبة يا رب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 83: 1)

الشهيد العظيم مار مينا العجايبي

“لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه” ( مر 8 : 36 )

” القديس أبا مينا سمع الصوت الإلهى و ترك عنه العالم كله و مجده الفاسد” – ذكصولوجية الشهيد مار مينا

– هو أشهر الشهداء المصريين، و قد نال شهرة لم ينلها أى شهيد مصرى بسبب العجائب الكثيرة التي يجريها الرب بصلواته إلى يومنا هذا لذا يطلق عليه الشهيد مارمينا العجايبيى

– وُلد حوالي سنة 285 م. ببلدة نقيوس مركز منوف محافظة المنوفية.

– كان والده أودكسيوس حاكما للمدينة. وقد نال أودكسيوس شهرة عظيمة بسبب فضائله وتقواه. فى ذلك الوقت تم تعيين أودكسيوس حاكما على مدينة أفريقيا القديمة (الجزائر) عوضا عن حاكمها الذى كان قد مات بأمر من الملك.

– أشتاقت أوفيمية زوجة أدوكسيوس العاقر أن يهبها الرب نسلا طاهرا.
و كانت تصوم حتى المساء. و فى أحد أعياد السيدة العذراء فى كنيسة العذراء بأتريب رفعت قلبها نحو الرب يسوع و طلبت شفاعة القديسة مريم.
و إذ بها تسمع صوتا من أيقونة الطفل يسوع المسيح و قد حملته والدته يقول لها “آمين”. حملت و أنجبت إبن صلواتها الذى قدمه لها السيد المسيح كوعد منه، فدعته مينا أى “آمين”.

– أهتم به والده، فهذبه بتعاليم الكنيسة، وغرس فيه محبة الكتاب المقدس والسلوك بروح التقوى. مارس حب المعرفة الحقيقية.

– مات والده وهو فى الحادية عشر من عمره، ثم والدته وهو فى الرابعة عشر.

– بعد سنة من نياحة والدته عُيّن وهو في الخامسة عشر من عمره ضابطا فى الجيش فى فرقة أفريقيا القديمة (الجزائر)، ونال مركزا مرموقا لمكانة والده.

– التهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة، فقام بتوزيع أمواله على أخوة يسوع الأصاغر. وإذ اشتهى تكريس كل وقته لله ترك خدمة الجيش بعد ثلاث سنوات (سنة 303 م) وتوجه إلى البرية ليتعبد فيها.

– صدر منشور من قِبل الإمبراطورين الجاحدين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم قرابين لها.

– بعد خمسة أعوام من رهبنته رأى وهو يصلى الشهداء يُكللون بواسطة الملائكة، ويحملونهم إلى الفردوس، وقد صاروا فى بهاء أعظم من الشمس. اشتهى القديس مينا أن يصير شهيدًا، فسمع صوتًا من السماء يقول: “مبارك أنت يا آبا مينا لأنك دُعيت للتقوى منذ حداثتك. فستنال ثلاثة أكاليل لا تفنى ولا تزول… واحد من أجل بتوليتك، والآخر من أجل حياتك النسكية، والثالث من أجل استشهادك هذا. سيصير اسمك مشهورًا بين الشهداء. لأنى أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدوننى فى كنيستك التي ستُبنى على اسمك، وفوق ذلك كله ستحصل على مجدٍ لا يُنطق به ومجيد في ملكوتى الأبدى.”

– ترك القديس مينا البرية وأنطلق إلى المدينة فى ثياب النسك، وكان ذلك اليوم يوافق احتفال ديني عظيم. تمرّرت نفسه وهو يرى الجماهير الكثيرة في هذا الضياع. تقدم إلى ساحة الاحتفال، وصرخ نحو الجماهير معلنا اشتياق الله أن يعرف الكل محبته وخلاصه فقال بصوتٍ عالٍ: “وُجدتُ من الذين لم يطلبوننى وصرتُ ظاهرا للذين لم يسألوا عنى” (راجع إش 65: 21؛ رو 10: 20 )

– ذُهلت الجماهير لهذا المنظر، وحدث صمت رهيب. حينئذ تساءل الوالى عمّا حدث، وكيف تجاسر هذا الإنسان ليُعطل الاحتفال بعيد الإمبراطور مزدريًا بالأمر الإمبراطورى. أعلن الراهب إيمانه بشجاعة. تعرف عليه بعض العسكريين وأخبروه عن مركزه القديم. اندهش الوالى لساعته وقال له: “لماذا تركت جنديتك؟ وكيف تعترف أنك مسيحى؟” أجابه القديس” “إنى جندى حقا، لكننى آثرت أن أكون جنديا لربى يسوع المسيح لأجل مرضاة اسمه القدوس”.

– تعرض لسلسلة من العذابات و المحاولات لترك إيمانه. أخيرا لما فشلت المحاولات أمر الوالي بقطع رأسه بالسيف. وفي مكان الاستشهاد ركع القديس وصلي رافعا يديه إلى السماء فضربه السيّاف وتمت شهادته فى 15 هاتور حوالى سنة 309 م.، وكان عمره 24 عاما.

– أوقد الجند نارا لحرق جسده، لكن بقى الجسد ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ داخل اللهيب ولم يحترق.

– حمله بعض المؤمنين وكفّنوه بأكفان ثمينة ودفنوه بكل وقارٍ.