كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس

"مساكنك محبوبة يا رب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 83: 1)

منطقة الأنبارويس

 

نبذة تاريخيه عن منطقة الأنبارويس

كان يطلق قديما على منطقة الأنبارويس إسم “دير الخندق” و يرجع أصل هذا الدير إلى سنة 969م. عندما نزل بمصر جوهر الصقلى قائد جيوش الخليفه المعز لدين الله الفاطمى، وشرع بعد نزوله فوراً فى تأسيس مدينة القاهرة وبناء قصر كبير بجهة الجمالية ليكون مقراً لإقامة المعز. فصادفه عند تخطيط القصر ديراً للقبط فى تلك الجهة يسمى ” دير العظام ” مدفوناً به بعض أجساد القديسين . فأراد جوهر إدخال هذا الدير ضمن تخطيط القصر ،فأخذه فعلاً ونقل الأجساد المدفونة فيه إلى منطقة الخندق وبذلك عوض الأقباط عن دير العظام ” دير العظمة” بديرالخندق الذى أنشىء فى القرن العاشر الميلادى. ومنطقة الخندق هى المنطقة الممتدة الآن من دير الملاك البحرى حتى العباسية . ولهذا سمى الدير ” بدير الخندق ” وما زال حتى الآن يوجد شارع بهذا الأسم فى منطقة دير الملاك . وكان الدير يتضمن منذ سبعة قرون عشر كنائس أكبرها حجماً كنيسة باسم القديس جورجيوس ، وباقى الكنائس للقديس أبو مقار ، الشهيد أبالى بن يسطس ، السيدة العذراء مريم البتول ، والشهيد مرقريوس ، والقديس أبو بقطر ، والقديس فيلاثاؤس ، وكنيسة بإسم التلاميذ وأخرى للأرمن . وفى عصر السلطان قلاوون حوالى سنة 1280 تخربت هذه الكنائس ثم عاد الأقباط فبنوا كنيستين فى سلطنة ابنه المنصور قلاوون إحداهما بإسم رئيس الملائكة المبشر غبريال والثانية باسم القديس مرقريوس وهى الكنيسة التى دفن فيها القديس الأنبا رويس سنة 1404 ميلادية وعرفت هذه الكنيسة فيما بعد بإسم كنيسة الأنبا رويس . أما كنيسة الملاك غبريال فقد تخربت سنة 1888 ميلادية ثم شيدت بدلاً منها كنيسة باسم السيدة العذراء شرقى كنيسة الأنبا رويس تجددت عمارتها عدة مرات آخرها سنة 1922 وظل يصلى فيها شعب المنطقة حتى عام 1968 حيث هدمت لتحل محلها كاتدرائية مامرقس الجديدة . وعندما اتسعت القاهرة وأصبحت أرض الأنبا رويس داخلها وضمن حركتها صدر الأمر الحكومى برفع الأجساد المدفونة فيها وتحويلها الى الجبل الأحمر الذى أعطته وزارة الداخلية للباباوية القبطية تعويضاً لها وأن تكون أرض الأنبا رويس حق للكنيسة تقام عليها مبان للخدمة العامة . أقيم على هذه الارض مبنى ضخم أصبح منذ عام 1953م يضم المعهد العالى للدراسات القبطية وقاعة كبيرة أطلق عليها اسم القاعة المرقسية ، وبتوالى الأيام أصبح يضم أسقفية العلاقات العامة والخدمات الأجتماعية وأسقفية البحث العلمى والتعليم العالى وفى سنة 1962م شيدت الكلية الإكليركية التى تحمل اسم البابا كيرلس السادس ويقع شمالى غربها بناء به مكتبة الكلية الإكليريكية ومبيت للطلبة الإكليريكين ومسكن للآباء الأساقفة والرهبان حين يكونون فى القاهرة ، وخلف مبنى الكلية الإكليريكية نادى للأطفال وشباب كنيسة الأنبا رويس . فى عهد المتنيح البابا كيرلس السادس ( 116 ) بدأ مشروع بناء الكاتدرائية المرقسية الجديدة . حيث قام قداسته بوضع حجر الأساس يوم السبت 24 يوليو ، وفى اغسطس 1967م بُدىء فى حفر الأساسات . وفى مساء الأثنين 24 يونيه وصلت إلى أرض مصر رفات القديس مارمرقس التى تسلمها وفد مصر من الفاتيكان فى ذكرى الاحتفال بمرور تسعة عشر قرناً على أستشهاد القديس . وفى صباح يوم الثلاثاء 25 يونيه 1968م احتفل رسمياً بإفتتاح الكاتدرائية الجديدة بحضور عدد كبير من الرؤساء والآباء والمطارنة . وفى صباح الأربعاء 26 يونيه 1968 احتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية ، وفى نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مارمرقس إلى حيث أودع فى مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير فى شرقية الكاتدرائية . وفى عهد قداسة البابا شنوده الثالث ( 117 ) الذى تمت إجراءات القرعة الهيكلية واختياره بطريركاً يوم عيد الأنبا رويس 31 أكتوبر 1971م تم تشييد المنارة وركبت فيها الأجراس وتم تشييد الحجرات والمكاتب حول المنارة وتم بناء المقر البابوى غرب الكاتدرائية المرقسية . وأعدت تحت الكاتدرائية كنيستان إحداهما البحرية بإسم السيدة العذراء والأنبا رويس ، والآخرى القبلية بإسم السيدة العذراء والأنبا بيشوى التى تم تدشينها يوم 22 اغسطس 1976م وتتوسط الكنيستين مدفنة بها مثوى جسد الأنبا صموئيل _ الأسقف الشهيد – أسقف العلاقات العامة والخدمات الإجتماعية ، إلى جانب جسد القديس أبينا ميخائيل ابراهيم . وفى مايو 1977م تم الاحتفال بحضور رفات القديس أثناسيوس الرسولى وإفتتاح قاعة القديس أثناسيوس الكبرى تحت الكاتدرائية تذكاراً بمرور 1600 سنة على نياحة القديس . وهذه المبانى العظمى لها صيت دولى وكلها قائمة فى أرض الأنبا رويس . وبذلك أصبح القديس يرن صيته فى مشارق الأرض ومغاربها . حقاً أختار الله فقراء العالم ليحقر الأغنياء . فقد كان القديس فقيراً مضطهداً مزدرى عليه وهو الآن يدوى اسمه فى كل مكان مع أنه ترك العالم منذ أكثر من خمسة قرون ونصف

فما أعجب عمل الله وما أمجده فى قديسيه