كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس

"مساكنك محبوبة يا رب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 83: 1)

تأملات في نبوات وأناجيل ليلة الأربعاء من البصخة المقدسة

قضي المسيح اليوم كله في التعليم ( أطول يوم علّم فيه المسيح ) و في نهايته رفضه اليهود قال لهم بحزن ” بيتكم يترك لكم خرابا ” و لم يعد للهيكل مرة أخري

+ في المساء بات ربنا يسوع في بيت عنيا كعادته

الساعة الأولي من ليلة الأربعاء

+ النبوة الأولي من حزقيال :

يدعونا ربنا يسوع لنشترك معه في آلامه لماذا ؟؟ يقول ربنا يسوع عن كلمته ”الفضة النقية ” التي صارت مختلطة بالخطية و النجاسات داخل قلبي حتي أنها صارت امتزاجا واحدا ..و لا أقدر أن اعرف الرب  …فيقول الرب ” لأجل هذا آخذكم الي أورشليم ” الي أين ستأخذني يارب ؟؟ يرد الرب فيقول … الي أورشليم لتشترك معي في رحلة الصليب و الألم فهي الوحيدة القادرة أن تطرد الخطية من قلبك و تعيد كلمتي نقية كما كانت في داخل قلبك

+ النبوة الثانية من حزقيال :

يتحدث الرب عن نفسي التي بدون كلمته الحلوة صارت مثل أرض غير مروية .. فصار مدبروها ( عقلي ) أسود تزأر لأجل شهواتها و كهنتها ( قلبي و صلاتي  ) صارت مدنسة و مرذولة … وصارت نفسي لا تميز بين المقدس و الدنس ..بين النجس و الطاهر … كأنما كلمة الرب تكشف ما هو

+ تابع النبوة الثانية من حزقيال :

في داخل قلبي من فساد و تكشف لي اني في حاجة ماسة أن أسير مع حبيبي يسوع في طريق الآلام لينقيني مرة أخري

+ المزمور الانجيل :

يتحدث المزمور عن المعونة الالهية في طريق الصليب .. و أي معونة هذه أن يكون رب المجد بنفسه هو من يحمل الصليب و أن أشاركه
أما النجيل فيتحدث أن الوصية ليست حزنا بل هي تؤهلنا لملكوت السموات هي  دعوة عرس دعوة لنتمتع بالأمجاد السماوية هنا علي الأرض و هناك في الأبدية … لكن يا لعظم غباوتي اذ أعتذر بأعذار واهية عن تنفيذ الوصية …. ثم تتحدث عن المدعوين للعرس أنهم كانوا في الأصل اليهود لكنهم رفضوا الدعوة  فاتجهت الدعوة لنا نحن الأمم .. لكن احذر من ان تدخل العرس بدون ثياب العرس ( المعمودية و التوبة ) لئلا تطرح خارجا

 

الساعة الثالثة من ليلة الأربعاء

+ النبوة من عاموس :

تحدثنا النبوة عن القلب غير التائب الذي يرفض الوصية و يريد أن يحتفظ بالخطية في الداخل فيقول له الرب ” قد بغضت أعيادكم و رذلتها ” فهي أعيادكم و ليست أعيادي اذ أنتم تفعلونها لذواتكم .. فيقول ” هل قربتم لي ذبائح في البرية ؟؟ …بل حملتم خيمة الهكم مولوخ  ( ألهة وثنية ) و التماثيل التي صنعتموها

+ المزمور و الانجيل :

يطوب داود كل من حفظ الوصية فالرب يقبله و يكنه في دياره الي الأبد … اما الانجيل فيحدثنا عن استعدادنا ليوم الدينونة فيقول لا تنخدعو أن الحياة مستمرة و الناس ملهية في شهواتها فهكذا كان قبل الطوفان حتي أتي الطوفان و أغرق الجميع … لذلك اسهر علي خلاص نفسك

 

الساعة السادسة من ليلة الأربعاء

+ النبوة من سفر أرميا  :

تحدثنا النبوة عن تأديبات الرب لكل من لا يسلك بالوصية اذ يعيش بلا عريس (ربنا يسوع نفسه ) و لايكون عنده سرور بل حزن مستمر …فاذا سئل أحد لماذا تكون الاجابة بسبب أنهم تركوا الوصية وسلك وراء قلبه .. أخيرا يكشف عن غرض التأديب و هو الحب لأن هذه الآلهة الغريبة التي نعبدها ” هولاء الذين لا يرحمونكم ” لن ترحمنا بل ستهلكنا تماما

+ المزمور و الانجيل :

يرينا الانجيل مثالا للسهر الروحي و هم العشر عذاري الذين ينتظرون العريس و يحفظون وصيته فيعرفون أنه قادم … دائما مصابيحهم مملوءة زيتا من أعمال  صالحة …فمتي جاء العريس يجدهم مستعدين فيأخذهم وي دخل بهم العرس … أما من يؤحلون توبتهم و يتهاونون بالوصية كمثل من يقول ” أصنع الخطية الآن و أتوب فيما بعد أو لما أكبر ” فعندما تكبر و يأتي العريس احذر لئلا يغلق الباب و تقف خارجا مع الجاهلات

 

الساعة التاسعة من ليلة الأربعاء

+ النبوة من سفر هوشع  :

يحذرنا النبوة أن من لا يحفظ الوصية و يسهر كمثل الحكيمات و يخبئ الكلمة في قلبه لن يثمر فيصير كمثل أب بلا بنين أو ثدي بلا ثمر ..و هو لا يثمر لأن ” أصله قد جف … ولا يعود يأتي بثمر ” لذلك يقول الرب بحزن ” سأطردهم من بيتي ولا أعود أحبهم ” فلا تتهاون في تنفيذ الوصية لئلا تصير بلا ثمر

+ المزمور و الانجيل :

يصرخ داود في المزمور أن ينجي نفسه من يد الكلب و يخلصه من فم الأسد ( الشيطان ) الذي يبعده عن الوصية

أما الانجيل فيوبخ الكتبة و الفريسيين الذين يعتمدون علي المظهر الخارجي و لا يهتمون بالداخل فصارو بلا ثمر و لم يعد الرب يحبهم كما قالت النبوة

 

الساعة الحادية عشر من ليلة الأربعاء

+ النبوة من سفر الحكمة :

اذ يقول واحد أنا ضعيف لا أقدر أن أحفظ نفسي و انفذ الوصية تأتي النبوة فتقول له أن الحكمة ( المسيح ) ” تقدر علي كل شئ و هي تجدد كل شئ ” فلا تخف فالرب سيجدد طبيعتك فقط اطلب أنت و جاهد أن تنفذ الوصية من قلبك و هو سيغير طبيعتك لتحبها …. و يختم النبوة فيقول ” الحكمة لا يقوي عليها الظلام ” فمهما كانت خطيتك في لا تقوي علي الحكمة لا تقوي علي المسيح

+ المزمور و الانجيل :

اذ يري داود هذا فيلقي كل اتكال علي الذات و يصرخ ارحمني يا الله ارحمني فانه عليك توكلت نفسي …لأن أتكل علي ذاتي يارب في تنفيذ الوصية بل عليك فأنت تغير طبيعتي و تعطيني الامكانية … أما الانجيل فيرينا بداية التآمر من رؤساء الكهنة علي المسيح ليبدأ رحلة آلامه عنا

+++++++++++++++

تلخيص

+ رأينا علي مدار النبوات أنها تحدثنا عن الوصية و كيف لازمة جدا فبدونها تختلط كلمة الرب بالنجاسة و بدونها أبتعد عن حضن يسوع و اتعبد لآلهة غريبة هذه التي لا ترحم

+ و رأينا أن الوصية هي سرالفرح اذ يأتي الرب يسوع و يصير كعريس نفسي مع العذاري الحكيمات فأتدخل و أتمتع معه بالعرس

+ أخيرا الوصية لازمة لي ليكون لي ثمر أدخل به الي الفردوس و بدون الوصية أصير غير مثمر