اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ (1 كو 16: 13)
الثبات في الإيمان… نحتاجه كثيراً في هذه الأيام. حولنا تشكيكات كثيرة في كل وقت، وفي كل مكان، ومن كل إتجاه… تشكيك في وجود الله وعنايته بنا وحبه لنا… تشكيك في قيمة تجسده وفداءه ودمه المسفوك عنا. تشكيك في وصاياه وملائمتها لكل عصر… تشكيك في إمكانية الإنتصار بسبب ضغط الخطية.. تشكيك على مستوى عقيدي وعلى مستوى حياتي.. تشكيك في أهمية إقتناء الفضائل… تشكيك في الصح والغلط وقلب المفاهيم… تشكيك من الداخل ومن الخارج.. تشكيك في كل ما هو ثابت في الكتاب المقدس. ونحتاج للثبات في الإيمان…
فالثبات شجرة تمد جذورها القوية في الأرض وفي العمق. ولا تعرف مصدر للإرتواء إلا من الأرض. المؤمن شجرة مغروسة على مياه الروح القدس (مز 1). والإيمان مثل حبة الخردل، وهي أغر جميع البقول، تنمو لتصير شجرة عظيمة (مت 17: 20). والإيمان ثمرة من ثمار الروح القدس (غل 5: 22)، ويعطي ثمر في حياتنا كإيمان عملي حي.
الإيمان يبدأ صغيراً في القلب وينمو. وهو عطية نطلبها من الله مثل اأباء الرسل الأطهار لما قالوا للسيد لامسيح “زد إيماننا” (لو 17: 5). فإن كان إيمانك مازال ضعيفاً، فأطلبه من الله مثل الأب الذي طلب شفاء إبنه بدموع قائلاً “أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي” (مر 9: 24). فيصير إيمانك شجرة عظيمة.
ومن المؤشرات الخطيرة لإضطراب الإنسان في هذه الأيام، عدم وجود إيمان حي عامل بالمحبة، يقوده بالروح، فيصير الإنسان عبداً للمادية والخطية، فيضطرب ويعيش بلا سلام.
لذلك نحتاج إلي الثبات في الإيمان داخل الكنيسة، ولا نلتفت لأي تشكيكات من أي نوع أو إتجاه. ونطمئن أن لكل سؤال نواجهه إجابة موجودة منذ القدم…
كل عام وحضراتكم بخير وصحة ونعمة
الكنيسة
