نبذة تاريخية عامة عن منطقة الأنبا رويس
منطقة دير الخندق
منطقة الخندق هى المنطقة الممتدة الآن من دير الملاك البحرى حتى العباسية. ولهذا سمى الدير “بدير الخندق”. وما زال حتى الآن يوجد شارع بهذا الأسم فى منطقة دير الملاك. وكان الدير يتضمن منذ سبعة قرون عشر كنائس أكبرها حجماً كنيسة باسم القديس جورجيوس، وباقى الكنائس للقديس أبو مقار، الشهيد أبالى بن يسطس، السيدة العذراء مريم البتول، والشهيد مرقريوس، والقديس أبو بقطر، والقديس فيلوثاؤس، وكنيسة بإسم التلاميذ، وأخرى للأرمن. وفى عصر السلطان قلاوون حوالى سنة 1280 تخربت هذه الكنائس. ثم عاد الأقباط فبنوا كنيستين فى سلطنة ابنه المنصور قلاوون إحداهما بإسم رئيس الملائكة المبشر غبريال والثانية باسم القديس مرقريوس وهى الكنيسة التى دًفن فيها القديس الأنبا رويس سنة 1404 ميلادية وعرفت هذه الكنيسة فيما بعد بإسم كنيسة الأنبا رويس. أما كنيسة الملاك غبريال فقد تخربت سنة 1888 ميلادية ثم شيدت بدلاً منها كنيسة باسم السيدة العذراء شرقى كنيسة الأنبا رويس تجددت عمارتها عدة مرات آخرها سنة 1922 وظل يصلى فيها شعب المنطقة حتى عام 1968 حيث هدمت لتحل محلها كاتدرائية مامرقس الجديدة. وعندما اتسعت القاهرة وأصبحت أرض الأنبا رويس داخلها وضمن حركتها صدر الأمر الحكومى برفع الأجساد المدفونة فيها وتحويلها الى الجبل الأحمر الذى أعطته وزارة الداخلية للباباوية القبطية تعويضاً لها وأن تكون أرض الأنبا رويس حق للكنيسة تقام عليها مبان للخدمة العامة. أقيم على هذه الارض مبنى ضخم أصبح منذ عام 1953م يضم المعهد العالى للدراسات القبطية وقاعة كبيرة أطلق عليها اسم القاعة المرقسية، وبتوالى الأيام أصبح يضم أسقفية العلاقات العامة والخدمات الأجتماعية وأسقفية البحث العلمى. وفى سنة 1962م شيدت الكلية الإكليركية التى تحمل إسم البابا كيرلس السادس. ويقع شمالى غربها بناء به مكتبة الكلية الإكليريكية ومبيت للطلبة الإكليريكين ومسكن للأباء الأساقفة والرهبان حين يكونون فى القاهرة، وخلف مبنى الكلية الإكليريكية نادى للأطفال وشباب كنيسة الأنبا رويس.
بناء الكاتدرائية المرقسية الجديدة
فى عهد القديس البابا كيرلس السادس ( 116 ) بدأ مشروع بناء الكاتدرائية المرقسية الجديدة. حيث قام قداسته بوضع حجر الأساس يوم السبت 24 يوليو، وفى أغسطس 1967م بُدىء فى حفر الأساسات. وفى مساء الأثنين 24 يونيو، وصلت إلى أرض مصر رفات القديس مارمرقس التى تسلمها وفد مصر من الفاتيكان فى ذكرى الاحتفال بمرور تسعة عشر قرناً على أستشهاد القديس. وفى صباح يوم الثلاثاء 25 يونيه 1968م احتفل رسمياً بإفتتاح الكاتدرائية الجديدة بحضور عدد كبير من الرؤساء والآباء والمطارنة. وفى صباح الأربعاء 26 يونيه 1968 احتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية ، وفى نهاية القداس حمل القديس البابا كيرلس السادس رفات القديس مارمرقس إلى حيث أودع فى مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير فى شرقية الكاتدرائية.
كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس ومزار الأباء
وفى عهد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث ( 117 ) الذى تمت إجراءات القرعة الهيكلية واختياره بطريركاً يوم عيد الأنبا رويس 31 أكتوبر 1971م تم تشييد المنارة وركبت فيها الأجراس وتم تشييد الحجرات والمكاتب حول المنارة وتم بناء المقر البابوى غرب الكاتدرائية المرقسية. وأعدت تحت الكاتدرائية كنيستان إحداهما البحرية بإسم السيدة العذراء والأنبا رويس، والآخرى القبلية بإسم السيدة العذراء والأنبا بيشوى التى تم تدشينها يوم 22 اغسطس 1976م، وأعيد تجديدها وتدشينها بيد قداسة البابا تواضروس الثاني (118) في نوفمبر 2021م. وتتوسط الكنيستين مزار الأباء. وقد دفن فيها القديس البابا كيرلس الثالث لمدة عام قبل نقل جسده إلي دير الشهيد مار مينا العامر بصحراء مريوط. وبه الآن رفات القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولي (بعد تجديد المزار ونقل رفات البابا أثناسيوس إليه) وأجساد مثلث الرحمات الأنبا صموئيل الأسقف الشهيد أسقف عام العلاقات العامة والخدمات الإجتماعية، ومثلث الرحمات الأنبا غربغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية والبحث العلمي، إلى جانب جسد المتنيح القمص ميخائيل ابراهيم.
وفى مايو 1977م تم الاحتفال بحضور رفات القديس أثناسيوس الرسولى وإفتتاح قاعة القديس أثناسيوس الكبرى تحت الكاتدرائية تذكاراً بمرور 1600 سنة على نياحة القديس. وتم عمل مزار خاص للبابا أثناسيوس في بهو الأعمدة أسفل الكاتدرائية، ثم هيكل باسمه في نفي المكان إلي أن تجدد المكان ونقل الرفات بيد قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني (117) إلي المزار الحالي بين الكنيستين أسفل الكاتدرائية بعد تجديده.
وهذه المبانى العظمى لها صيت دولى وكلها قائمة فى أرض الأنبا رويس. وبذلك أصبح القديس الأنبا رويس يرن صيته فى مشارق الأرض ومغاربها. حقاً أختار الله فقراء العالم ليحقر الأغنياء. فقد كان القديس فقيراً مضطهداً مزدرى عليه، وهو الآن يدوى اسمه فى كل مكان مع أنه ترك العالم منذ أكثر من خمسة قرون ونصف.
فما أعجب عمل الله وما أمجده فى قديسيه..
مقالة بعنوان نبذة تاريخية عن دير الأنبا رويس بالعباسية بالقاهرة
عن مقالة للاستاذ كامل المصري المستشار السابق بمجلس الدولة وعضو لجنة التاريخ القبطي سابقا
في سنة 969م، نزل بمصر جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة المعز لدين الله الفاطمي. وشرع بعد نزوله فورا في تأسيس مدينة القاهرة، وبناء القصر الكبير بجهه الجمالية ليكون مقرا لاقامة المعز. فصادفه عند تخطيط هذا القصر دير للقبط في تلك الجهة يسمي “دير العظام”، مدفونا به اجساد بعض القديسين. فأراد جوهر إدخال هذا الدير ضمن تخطيط القصر. فأخذه فعلا ونقل الأجساد المدفونة فيه إلي دير الخندق. وبذلك عوض الاقباط عن دير العظام (أو دير العظمة) بدير الخندق الذي أنشيء في الجيل العاشر الميلادي (كما جاء في كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة لابن تفري بردي – الجزء الرابع صفحة 43).
وقد مر هذا الدير بمراحل مختلفة، إذ و صفه أبو المكارم سعد الله بن جرجس مسعود المتوفى سنة 1209م في كتابه عن الكنائس والاديرة، وذكر أنه كان يشتمل على عشرة كنائس أكبرها كنيسة القديس جورجيوس. وقد بقي الدير بكنائسه العشر حوالي مائة عام حتي هُدم في 18 فبراير سنة 1280م كما ذكر المقريزي المتوفى سنة 1441م فقد روي المقريزي المؤرخ أن الدير جُدد في أيام المنصور قلاوون، وشيد به كنيستان، أحدهما كنيسة باسم القديس مرقوريوس (أبو سيفين)، وهي الكنيسة التي دُفن فيها القديس الأنبا رويس سنة 1404م، وعرفت هذه الكنيسة باسم كنيسة الأنبا رويس. أما الكنيسة الأخرى فكانت باسم الملاك غبريال. وذكر عنها علي باشا مبارك صاحب الخطط التوفيقية (جزء 6 ص 81) أنها إندثرت قبل عام 1888م، ثم شيد بالدير شرقي كنيسة الأنبا رويس كنيسة أخرى باسم السيدة العذراء مريم التي ظلت عامرة وتجددت عدة مرات كان آخرها سنه 1922م. وظل يصلي فيها شعب المنطقة حتى العام الماضي (1968م) حيث هدمت لتحل محلها كاتدرائية مارمرقس الجديدة.
وقد تجدد بناء كنيسة الأنبا رويس سنة 1949 م . في عهد البابا الأنبا يوساب الثاني – البطريرك 115 – وكان المهتم بتجديدها جمعية نهضة الكنائس المركزية بمصر التي كانت قد وضعت كتاباً عن حياة الأنبا فريح ومعجزاته.
مقالة عن تاريخ دير الخندق
عن مقالة في مجلة مدارس الأحد للقمص صموئيل تاوضروس السرياني