الأحد الأول في شهر كيهك.. انجيل لوقا الاصحاح الاول (بشارة الملاك لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان).. تعلمنا القصة ان الله يفتقد شعبه دائما (وهو موضوع قراءات الاحد الاول خاصة في مزمور القداس).. ويبدا الافتقاد بان الله يسمع الصلاة والطلبة فور طلبها ويستجيب ويبدا التنفيذ ولكن تصل إلينا الاستجابة في وقت معين وبطريقة معينة وبظروف معينة تناسبنا.. بالرغم ان استجابة طلبة زكريا واليصابات تبدو متاخرة ولكنها في الحقيقة بدات منذ ان طلباها وبدء الله التنفيذ والاعداد لحدوث النتيجة من فترة حتى وصلت اليهم في الزمن المحدد.. وهذا ايضا ما حدث في قصة التجسد والفداء.. ان الله بدء في تنفيذ الخطة فور سقوط الانسان ويسمع انين الناس منذ البداية واستجاب وبدء التنفيذ ولكن تصل الينا النتيجة في ملء الزمان.. قد يبدو ان الله تاخر في الاستجابة لكنه في الحقيقة استجاب في وقت الطلبة وبدء التنفيذ ونحن بقصر نظرنا نظن ان التنفيذ تاخر لاننا نتعجل النتيجة النهائية او نريدها بشكل يرضي عقولنا.. نفس المفهوم نراه في قصة طوبيا في العهد القديم .. اثنان صليا في نفس الوقت (طوبيا وسارة) ويقول الكتاب ان في نفس الوقت الذي صليا فيه استجاب وبدء التنفيذ.. “فِي ذلِكَ الْحِينِ اسْتُجِيبَتْ صَلَوَاتُ الاِثْنَيْنِ أَمَامَ مَجْدِ اللهِ الْعَلِيِّ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ مَلاَكَهُ الْقِدِّيسَ رَافَائِيلَ لِيَشْفِيَ كِلاَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنَ رُفِعَتْ صَلَوَاتُهُمَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ إِلَى حَضْرَةِ الرَّبِّ” (طو ٣: ٢٤-٢٥). ولكن ظهر عمل الله واستجابته لهم بعد شهور طويلة لما تقابلا وحصدا ثمر استجابة الله التي بدأت منذ شهور.. ما علينا هو الايمان والانتظار.. ايمان العذراء وليس عدم تصديق زكريا.. ولكن في كل الاحوال الله يكسب الكل وحتى ضعف زكريا يعوضه ربنا بفرح ولادة يوحنا المعمدان.. كل سنة وانتم طيبين
كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس
"مساكنك محبوبة يا رب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 83: 1)
مقالات أخرى
عيد الميلاد المجيد – رسالة من السماء
2024 – عام الإيمان
في عيد الشهدا