الخلاص… هو ما قدمه لنا السيد المسيح على الصليب… أهم ما نرجوه ونسعى إليه… ولكن من كتر ضغط الخطية وأثارها، نشعر أنه بعيد عنا، أو أن المسيح قدمه للأبرار… ولكن الحقيقة أنه جاء ليخلص ما قد هلك! وطوال الأسبوع يوضح ربنا يسوع بأنه جاء ليخلص كل أحد… لم يأتي للأصحاء بل للمرضى… “هكذا ما يقوله الرب ضابط الكل: ارجعوا إليًّ، وأنا أيضاً أرجع إليكم، قال الرب الضابط الكل” (زكريا – نبوات الساعة الأولى)… نحتاج أن نثق أن الخلاص وحده عند ربنا يسوع الوحيد القادر على تغييرنا.. “خلاصي ومجدي هما بإلهي، إله معونتي، ورجائي هو بالله. لأنه إلهي ومخلصي ناصري فلا أتزعزع أبداً” (مزمور الساعة الأولى)… أحياناً نظن أنه مفيش فايدة… الخلاص عند ربنا يسوع المسيح… فلا نظن أننا نقدر أن نحارب الخطية وحدنا، والحل أن نرمي أنفسنا في حضن ذلك المصلوب عنا ونحتمي في جرحه المفتوح الذي يخرج منه الدم والماء… الدم المقدس المسفوك عنا من أجل خلاصنا.. وماء الطهارة الذي يغسلنا من أدناسنا… في يأسنا أحياناً نسأل “يارب، أقليل هم الذين يخلصون؟” (لوقا – إنجيل الساعة الأولى)، فتأتي الإجابة “اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق” (لوقا – إنجيل الساعة الأولى)… في هذه الاجابة تشجيع وتحذير.. التشجيع أن الطريق (وهو المسيح نفسه – أنا هو الطريق) صحيح أنه ضيق لكنه في المسيح، فيضبح سهلاً وأيضاً أن نهايته الحياة، وأنه مفتوح لنا، ومؤمن بالمسيح نفسه، وهناك التحذير “إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا فلا يستطيعون” (لوقا – إنجيل الساعة الأولى)، وأمامنا مثل عملي وهو الكتبة والفريسيون الذين أخذوا الويلات بالرغم من أنهم كانوا مدعوون للخلاص (لوقا – أنجيل التاسعة)… فالحل في سلوك هذا الطريق وإلقاء رجائنا على المسيح المخلص… فالمسيح مخلصنا جاء وتألم عنا (ختام الطروحات)، وهذا ما تردده الكنيسة كثيراً جداً في هذا الأسبوع لتذكيرنا أن المسيح
إذ يعرف أننا ضعفاء أمام المشاكل والخطايا، جاء وتألم عنا، فكيف لا يساعدنا في طريقنا!…
“ضعوا في قلوبكم أني أحببتكم، يقول الرب” (ملاخي – نبوات الثالثة)… فلنتكل عليه فإنه لا يوجد آخر
نلتجئ إليه… “أنظر واستجب لي ياربي وإلهي. أنر عيني لئلا أنام نوم الموت. أما أنا فعلى رحمتك توكلت.
يبتهج قلبي بخلاصك” (مزمور الثالثة)… وهو أيضاً الملجأ “ملجأي إلهي فأتكل عليه. لأنه ينجيني من فخ الصياد، ومن كلمة مقلقة” (مزمور السادسة)… يقول المسيح “فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم من الشبع والسكر والهموم الدنيوية، فيقبل عليكم بغتة ذلك اليوم” (لوقا – إنجيل السادسة)… هذ يمثل جهاداً سلبياً بمعنى الابتعاد عن الخطية والشر، ويطلب منا الله أيضاً جهاداً ايجابياً “ازرعوا لأنفسكم براً. اجنوا ثمرة الحياة. استنيروا بنور المعرفة واطلبوا الرب حتى يأتيكم ثمرة البر.” (هوشع – نبوات التاسعة)… ويوصينا بالسهر “أنظروا! اسهروا وصلوا، لأنكم لا تعلمون متى يكون الزمان” (مرقس – أنجيل الحادية عشر)…
مقالات أخرى
عيد الميلاد المجيد – رسالة من السماء
2024 – عام الإيمان
في عيد الشهدا