كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس

"مساكنك محبوبة يا رب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 83: 1)

عيد الصليب المجيد

تذكار ظهور الصليب المجيد

10 برمهات – 19 مارس

وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.”… (غل 6: 14-18)

تُعيِّد الكنيسة اليوم بتذكار ظهور الصليب المجيد وذلك لما أرادت الملكة البارة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير أن تعثر على الصليب المجيد، مضت إلى أورشليم، وتقصَّت عن مكان الصليب، فعرَّفها به شيخ من اليهود اسمه يهوذا. فأمرت الجنود في الحال بتنظيف الجلجثة حتى ظهرت ثلاثة صلبان، ولما أرادوا أن يتعرَّفوا على صليب المخلص وبترتيب إلهي مرت جنازة ميت ووضعوا عليه الصليب الأول والثاني فلم يقم، ثم وضعوا عليه الصليب الثالث فقام لوقته، فسجدت الملكة وكل الحاضرين للصليب المجيد، وأرسلت جزءاً منه والمسامير إلى ابنها الإمبراطور، وأمرت ببناء كنيسة القيامة وكرّسها الآباء البطاركة، ووضعت فيها الصليب المجيد.
وظلت خشبة الصليب المقدس موجودة في كنيسة القيامة بأورشليم إلى أن غزا الفرس الأراضي المقدسة، واستولى خسرو الثاني ملك الفرس سنة 614م على التابوت الفضي الذي يحوى الصليب المقدس، وكان يسطع منه ضوء ساطع، فمد يده ليمسك خشبة الصليب فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه. فأعلمه المسيحيون أن هذا هو الصليب المقدس ولا يستطيع أن يمسه إلا المسيحي فأحضر شماسين وأجزل لهما العطاء ليحملا الصليب ويذهبا به معه إلى بلاده.
وهناك في حديقة قصره أمر الشماسين فحفرا حفرة ودفنا التابوت فيها، ثم قتلهما. واتفق أن صبية من بنات الكهنة كان قد سباها ووضعها في منزله فتطلعت في تلك اللحظة من نافذة وأبصرت ما حدث.
بعد ذلك قام هرقل الإمبراطور وتوجه بجيشه إلى بلاد الفرس سنة 629م في زمن بطريركية البابا بنيامين الأول ( 38 )، وحاربهم وقتل منهم عدداً كبيراً، ثم طاف أكثر البلاد يبحث عن خشبة الصليب المجيد فلم يجدها. وانتهزت الصبية الفرصة، وأعلمت الملك هرقل بما رأته، فأسرع بجنوده ومعهم الأساقفة والكهنة، وبإرشاد الصبية وجد الصليب المجيد ففرح جداً وأعاده إلى أورشليم. بركة الصليب المجيد فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.

 

كل سنة وحضراتكم بخير