كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس

"مساكنك محبوبة يا رب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 83: 1)

لماذا صام السيد المسيح

لماذا صام السيد المسيح وهو غير محتاج للصوم؟

لقد صام ليضع نصب أعيننا أعماله قدوة وليؤسس سر النصرة والغلبة وطريقة سكن البراري، لأن بهذا يغلب.. وهكذا وضع نفسه لنا مثالا يُحتذى به، فهو صام عنا ولأجلنا وانتصر لنا لننتصر به، مؤسسا بصومه سر اللاهوت النسكي والحياة الرهبانية ليلهمنا الطريق الذي نسلك فيه، وفي الواقع نحن في المسيح فزنا بكل هذه البركات، فالسيد يظهر بين المجاهدين بينما هو كإله يمنح الجائزة للفائزين ويبدو بين اللابسين الأكاليل بينما هو الذي يضع الأكاليل على رؤوس الغالبين مكللا بالمجد كل أحد ونحن فيه قد ربحنا كل شيء لحسابنا، لقد غلب وأفحم خبث الشيطان لذالك يدعونا القديسون دائما أن نثبت أنظارنا على مسيح البرية كقائد لنا في حياة النسك.

فيقول مار اسحق “إن المسيح يتقدمنا بنفسه في هذا الموكب النسكي صائمًا معتزلًا مصليًا”.

وقد انطبعت روح الآباء هذه في صلوات الكنيسة فلا زالت الكنيسة في عبادتها الليتورجية أثناء الصوم تثبت أنظارنا في المسيح كقائد ناسك مظفر (تعالوا وانظروا مخلصنا محب البشر الصالح صنع فعل الصوم مع عظم تواضعه وعلمنا المسير لكي نسير مثله) ذكصولوجية الصوم المقدس.