كنيستا السيدة العذراء والأنبا بيشوي والسيدة العذراء والأنبا رويس

"مساكنك محبوبة يا رب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 83: 1)

كلمة منفعة

بمناسبة عيد الشهيد العظيم مار مينا العجايبي (15 هاتور – 23 نوفمبر)، والذي نأخذ بركة وجود رفاته في كنيستنا المحبوبة، وتذكار وصول جسده إلي كنيستنا المحبوبة، نقدم لك جزء من كتاب “الشهيد مار مينا صديق الرب يسوع” للمتنيح القمص بيشوي كامل سنة 1974م، والذي كان يحب القديسين وخاصة الشهيد مار مينا العجايبي… نطلب من الرب لك حياة مقدسة في صداقة روحية مع الرب يسوع وأبائنا القديسين، ببركة شفاعة أمنا العذراء مريم وصلوات القديس مار مينا، والأنبا بيشوي والأنبا رويس و أبونا بيشوي كامل، وصلوات أبينا المحبوب البابا تواضروس وأباء كنيستنا عنا، آمين….

“ترسم لنا أيقونة مار مينا بمتحف اللوفر بباريس صورة السيد المسيح له المجد واضعاً ذراعه الأيمن علي كتف مار مينا. وهذه الصورة تشرح لنا وبمنتهي التدقيق والعمق منهج العبادة في المسيحية – بل وتشرح لنا كل حياة مار مينا .

كان شاباً مات أبوه وعمره 11 سنة وماتت أمه بعد 3 شنين وسنة 14 سنة ثم عين ضابطاً بالجيش في سن 15 وأخذ مركزاً مرموقاً. أحب مار مينا مخلصه وصديقه يسوع، فوزع أمواله بشجاعة على إخوة يسوع الأصاغر.

لما رأي الروح القدس صدق قلب مار مينا ومحبته للمسيح، وجد فيه جوهرة ثمينة فحرضه علي ترك العالم – وأخذه الي البرية ليختلي به ويخفيه عن العالم لكي يقوده في عشق إلهي للمسيح في الصلاة، في الهذيذ في كلمة الله والحياة بها، في النسك والسرور في حمل الصليب الي أن حول حياة مار مينا الي أنجيل معاش. وهكذا يكمل الروح القدس كل رفقته ومسيرته مع قديسنا ويهبه كل ما يطلب لخلاص نفسه ويسهل له كل شوق قلبه في الاختفاء والبعد والسلوك بمسلك المسكنة والاتضاع … وأخر الأمر عندما أطمئن اروح القدس علي عمق صداقة مار مينا قادة الي إعلان عمق حبه لصديقه يسوع المسيح – قاده الي نيل أكليل الاستشهاد في أروع عصور الاستشهاد مع البابا بطرس خاتم الشهداء .

فعلاقة مار مينا بالرب يسوع عن طريق الروح القدس هي علاقة حب : يصلي حباً في الحديث مع صديقه – والرب يسوع يفرح به ويضع يده علي كتفه – يصوم ويزهد في اللذة الأرضية من عمق لذته في العشرة الإلاهية – ويحتقر العالم من شدة التصاقه بصديقة الدائم – يقرأ الأنجيل ليس للدرس ولا للواجب لكن بدون شبع من كلمات الصديق الحبيب لأن من ألتصق بامرأة صار واحداً معها ومن ألتصق بالرب فقد صار روحاً واحداً ( 1 كو 6 : 16 – 17 )، هذا هو منهج الحب مع القديسين .

و بعد أن أختفي مار مينا عن الأنظار، وساعده الروح القدس علي الاختفاء إذ بالروح القدس يعود بنفسه فيكشف كل أعمال القديس التي أكملها له في الخفاء ونمت ونضجت تحت إرشاده الخاص لتكون شهادة فاخرة للمسيح ولقد أعلن الروح مسيرة مار مينا عن طريق شفاء أبنه الملك حتي ذاع صيته في المسكونة كلها والأجيال كلها. بلغ صيته الي أقصي شمال أوربا ( إيرلندا ) … والي أقصي جنوب أفريقيا .

إن كان الأنجيل المكتوب بالحبر والقلم يبقي مئات السنيين، فكم بالحري الأنجيل المكتوب بريشة الروح القدس ويد الرب يسوع يبقي الي الأبد .

أن حياة مار مينا إنجيل معاش ذاع الي أقصي المسكونة كالشمي التي لا يختفي شيء من حرارتها ( مز 18 ). والروح القدس عندما يذيع حياة قديس ليس محتاج الي وسائل أعلام قاصرة من راديو وتلفزيون وأقمار صناعية ولكن هذا يذيع سيرته بطريقته الخاصة كالشمس التي لا يختفي شيء من حرارتها – ورغم التخريب الشديد التي شهدته مدينة مريوط وكنيسة القديس إلا أن الله أراد أن يحيي ترابها ويجدد شبابها بأن سخر القديس الأنبا كيرلس في هذا العمل العظيم.

و التاريخ يشهد أن السبعة رهبان الذين كرزوا باسم المسيح في إيرلندا كانوا من دير مار مينا ( فأول كنيسة بنوها في إيرلندا باسم مار مينا ) ولمار مينا متحف كامل في مدينة فرانكفورت أعظم مدن ألمانيا الغربية حيث أن العلامة الذي أكتشف أثار المدينة سنة 1907 حمل معه 100 صندوق خشب كبير مملوء بالأثار العظيمة، كذلك متحف اللوفر في باريس …

ناهيك عن قوارير المياه المقدسة التي كان يحملها الحجاج عند عودتهم من مدينة مار مينا … توجد هذه القوارير في جميع أنحاء العالم.