لتصفح وتحميل الكتيب التذكاري الخاص بهذا الإحتفال، برجاء الضغط على الصورة المقابلة. الكتيب من إعداد أسرة القديس الأنبا بيشوي للكنسيات وأسرة الكشافة بالكنيسة..
زيارة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث إلي روما 1973م ولقاءه بقداسة البابا بولس السادس، وإحضار رفات القديس البابا أثناسيوس إلي مصر وتفعيل الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية - في صور
نقل رفات القديس البابا أثناسيوس إلي المزار المخصص بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث مع بطاركة الكنيسة الشقيقة 1998م
10 مايو – يوم المحبة الأخوية بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية
زيارة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث إلي الفاتيكان ولقاءه بقداسة البابا بولس السادس بابا روما عام 1973م زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلي المقر البابوي بالأنبا رويس بمصر ولقاءه بمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عام 2000م زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلي المقر البابوي بالأنبا رويس بمصر ولقاءه بمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عام 2000م زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني إلي الفاتيكان
ولقاءه مع قداسة البابا فرنسيس بابا روما عام 2013مزيارة قداسة البابا فرنسيس بابا روما إلي المقر البابوي بالأنبا رويس بمصر ولقاءه بقداسة البابا تواضروس الثاني عام 2017م زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني إلي الفاتيكان ولقاءه مع قداسة البابا فرنسيس بابا روما عام 2023م
إكتشاف رفات القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولي وعودته إلي مصر
كلمة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عن القديس البابا أثناسيوس الرسولي عام 1973م
البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك العشرون من باباوات الكرسى المرقسى
مقالة مأخوذة عن عظة لقداسة البابا تواضروس الثاني البطريرك 118 في عشية عيد القديس العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي
ألقيت بمزار القديس البابا أثناسيوس بالكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويبس بالعباسية – 14 مايو 2021م
سنتكلم سويا ونتعرف على حياة البابا اثناسيوس الرسولى فى مراحل حياته المختلفه وكيف نطبق ذلك على حياتنا..
أولاً، رعاية البابا ألكسندروس (البابا 19) للبابا أثناسيوس الرسولى، وتأثير الدور التربوي فى حياة القديس أثناسيوس الرسولي
القديس أثناسيوس الرسولي قد ابتدأ بنقطة تربوية يبدو أنه أخذ حصيلة من أسرته. و هذه الحصيلة بدأت حينما إكتشف البابا الكسندروس القديس أثناسيوس الرسولي حينما كان يلعب مع أصدقائه على شاطئ الإسكندرية.
البابا الكسندروس كان يقيم في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. ويقع شاطئ البحر قريباً من الكنيسة. وفى إحدى الايام رأى البابا الكسندروس أطفالاً يلعبون، ويمثلون تمثيلية المعمودية. وبينهم طفل يتزعم هذه المجموعة، ويلعب دور أبونا. وحينما لاحظه البابا الكسندروس من شرفته، وشاهده وهو يلعب مع باقى الأطفال فى هذة اللحظة، وبنظرة البابا الكسندروس الثاقبة، أدرك أن هذا الولد سيكون له مستقبل باهر ومشـرق. ومن هذة اللحظة، قام البابا ألكسندروس برعايه القديس أثناسيوس.
و يجب النظر جيدًا لما فعله البابا ألكسندروس مع القديس أثناسيوس، وفهم هذه الرسالة جيدًا. فيجب علينا أن نهتم ونرعى أطفالنا، ونتعلم كيف نكتشفهم مبكراً، حيث أنه فى بعض الأحيان لا ينتبه الأب أو الأم أو الخادم أو الكاهن أو الأب الأسقف إلى إكتشاف البراعم الجديدة التى سوف تقود، وتكون هى مستقبلنا، حيث أنه بقليل من الرعاية والتربية سنجد أولادًا أصبحوا عظماء مثلما حدث مع القديس أثناسيوس الرسولي لما صار في حضـرة البابا البطريرك كتلميذ صغير إبتدأ يتعلم منه. إبتدأ يدفعه للبرية، وصار القديس أثناسيوس الرسولي مساعداً للبابا ألكسندروس، ثم صار فيما بعد البطريرك رقم عشرين.
فلذلك نحن نوجه رجاءًا إلى كل أب وأم. يجب أن تعلموا أن القديس أثناسيوس الرسولي أصبح حامي الإيمان فيما بعد بفضل رعاية وإهتمام البابا الكسندروس له. فلذلك إهتموا وعلموا أولادكم جيدًا، واغرسوا فيهم كل ما هو صالح وجيد.
ثانيا، المشهد أو الموضع الثاني هو الكنيسة. وإن كانت ملامح حياته ملامحًا كنسية، وإهتم جدا بتنظيم الحياة الرعوية
تلقى القديس أثناسيوس الرسولي تعليمًا كنسياً، وعاش في حضن الكنيسة، وتعلم عقيدتها، وتراثها وأصالتها وكان عنده دائما تعابير مهمة جدًا. كان دائماً يقول: "لا للفردية، نعم للجماعية". كان مؤمناً أنه لا يوجد ما يسمى بالفرد، ولكن نحن مجموعة نعمل سوياً بروح واحدة. وكان دائما يقول أن الجماعة لا تصلح إلا بأعضاء أشداء أقوياء محبين.
وأيضاً من العبارات الجميلة التى ذكرت عنه أو كتبت عنه، "المؤمن نغمة في نوتة موسيقية تشكل أجمل ألحان الأبدية"، حيث هناك نغمات عالية ونغمات منخفضة تشكل أجمل ألحان الأبدية مثل ما نقول أى لحن. فإن أى لحن هو عبارة عن نغمات. والنغمات هذه تُصدر عذوبة اللحن. فكل إنسان في عضوية الكنيسة ليس فرداً، ولكن كل إنسان هو عبارة عن نغمة حلوة أو كما قال بعض القديسين ان الإنسان يكون "إنسان الأليلوياه"، يعنى الإنسان تصير حياته تهليل وفرح. ولذلك يقال عليه نغمة حلوة في نوتة موسيقية تشكل أجمل ألحان الأبدية.
القديس أثناسيوس الرسولي قبل أن يصير بطريركًا، وضع لنا كتابان من أكبر الكتب. وذلك بسبب إرتباطه بالكنيسة وهذين الكتابين هما:
الكتاب الأول هو كتاب "تجسد الكلمة"- الكتاب المشهور. وفي هذا الكتاب يردد كثيراً الآية التى تقول "عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1 تي 3: 16). يكررها ويشـرحها ويفسـرها ويوضحها ويربطها بالآيات الأخرى.
الكتاب الثاني هو "الرد على الوثنين" أو "رسالة إلى الوثنين". وأيضا يجب أن ناخذ بالنا من الفرق بين الإثنين "تجسد الكلمة" موجه لتقوية الإيمان. و"الرد على الوثنين" الذين يحيون بعيدا عن المسيح.
كما نعلم جميعا ان الإسكندرية كانت منتشـرة فيها الوثنية وفلسفات أخرى كثيرة. وحينما أصبح القديس أثناسيوس الرسولي بطريركًا، إهتم جدًا بتنظيم الحياة الرعوية. واسمحوا لى أن أتجاسر وأقول ان القديس أثناسيوس الرسولي بدأ ما يسمى بالإفتقاد الذى نعرفه ونتبع نهجه إلى اليوم فى كنيستنا. فهذا المفهوم ابتدأ في زمن القديس أثناسيوس الرسولي. وهذه البداية كانت بداية قويه، حيث أنها كانت مرتبطة بحياة الكنيسة. فالقديس أثناسيوس لم يكن زعيماً ولا بطلاً منفرداً. ولم يكن هذا كله بمهارته فقط، حيث أنه كان يؤمن جدًا بعمل الكنيسة الجماعي، وأن الكنيسة كلها تعمل سوياً. وأصبحت هذه الفكرة معاشة لديه. وإرتبط وكبر بها. وكما نعلم ان القديس أثناسيوس هو أول من رسم الأساقفة من بين الرهبان. كان له العديد من الأعمال فى الكنيسة منها:
- هو أول من أعد الميرون المقدس
- إهتم جدًا بتدشين الكنيسة الكبيرة التى كانت تقع فى المدينة المرمرية في أثار دير ما رمينا- المدينة العظيمة
ثالثاً، حياة البرية
القديس أثناسيوس الرسولي عاش حياة البتولية. وذهب إلى البرية، ومكث فيها ما يقرب من ثلاث سنوات. وقد قام بالتعرف على القديس أنطونيوس الكبير أب جميع الرهبان. وكان يفتخر دائما في عظاته ويقول أنا صببت مياه على يدي أنطونيوس. وكونه كان يقول انه صب الماء، فهذا دليل على فخر القديس اثناسيوس الرسولي بأنه قام بهذا الفعل. لأن أنطونيوس الكبير - وهو مؤسس الرهبنة - جلس هو والقديس أثناسيوس الرسولي، وأكلوا سويا. وبعد الإنتهاء من الطعام، بدأ القديس أثناسيوس كما كان يقص هذا الحكاية. قام بغسل يد الأنبا انطونيوس أولاً، لأنه هو الكبير. وحيث أن فى هذا الوقت، لم يكن هناك صنابير مياه، قكانت الطريقة المتوفرة هى صب المياه وغسل اليدين بهذه الطريقة. فلذلك كان دائما القديس اثناسيوس الرسولى يفتخر بصب الماء على يد الأنبا انطونيوس، و كان هذا إهتمامه وفرحته.
وعلاقته بالبرية جعلته لم يحزن عندما تم نفيه الى تيرية في الحدود الألمانية. هناك إستغل وقت النفي، وكتب سيرة الأنبا أنطونيوس، لأن الغرب لم يكن يعرف من هو أنطونيوس. فلذلك قام القديس أثناسيوس الرسولي بكتابة سيرته. وكان هذا الكتاب هو بداية نشاة الحياة الرهبانية في أوروبا، وأصبح بها العديد من الأديرة. وعلى سبيل المثال نجد فى ألمانيا اكثر من ألف دير. وإيطاليا يوجد بها حوالى الف ومئتين أو ثلاثمائة دير. وبدأت الحياة الرهبانية من هذه السيرة العطرة. وابتدأت تنتشـر في العالم كله.
ومن المواقف الجميلة اليى نجدها فى هذا الكتاب، وهو كتاب حياة أنطونيوس - أن هذا الكتاب وقع في يد أوغسطينوس. وكان أوغسطينوس في هذا الوقت شارداً، ولكن بفضل كتاب حياة أنطونيوس، تحول عن طريقه المنحرف، وصار قديسًا فيما بعد. وأصبح قريباً للحياة فى البرية بعد أن كان بعيدًا عن هذه الحياة.
فيجب معرفه أن البرية تعيش داخل الإنسان، وليس الإنسان الذى يعيش بداخل البرية. البرية - بنسكياتها، وبكل زهدها - ترينا العالم وأباطيل العالم. فالبرية تعيش داخل الإنسان، وتبقى مستـمرة في حياته وفي خدمته.
رابعاً، المجمع
ظهرت بدعة أريوس. وكان فى هذا الوقت القديس أثناسيوس الرسولي شماساً صغيراً يتكئ عليه الرجل الكبير في السن، وهو ألكسندروس - البابا التاسع عشـر. ويأخذه معه ليساعده، ويسنده. ولكنه كان إنسانا يقظاً، ويتكلم كثيرًا عن شموخ اللاهوت وكمال الناسوت. ويقول العبارة الآتيه: "لو لم يكن جسدًا، ما قمطته مريم العذراء. ولكونه إلهًا، فإن الرعاة والمجوس سجدوا له".
كان يتكلم كثيرًا جدًا. وتعرض لمتاعب كثيرة جدًا. و بعض هذه المتاعب كانت من مسيحين في الإسكندرية. كان دائما يقول إن حجر الزاوية في إيماننا، هو في الآية التى تقول "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد". وتكلم عن هذه المواضيع كثيرًا جدًا.
أريوس ابتدأ يحاول يضم إليه بعض الذيم أعجبوا برأيه. بعضهم كان أساقفة، وبعضهم كانوا مساعدين للأباطرة. وحاول يوسع الفكر الخاص به. وكان القديس أثناسيوس الرسولي واقفا لأريوس وقفة أسد. ولذلك اطلقوا عليه عبارات قوية جدًا، وهى أسقف الأساقفة، ومنارة فاروس، وحامي الإيمان القويم، وعين العالم المقدسة، وعمود الدين، وعمود الايمان، والصوت العالي للحق، ورسول المسيح الجديد، حكيم الكنائس، وصموئيل الكنيسة. وكانت هذه الأسماء التى تم أطلاقها عليه من محبين القديس أثناسيوس الرسولى.
أما الكارهين للقديس أثناسيوس الرسولي أطلقوا عليه أسماء غريبة جدًا. وهذه الأسماء هى: الزعيم المشاغب، والبغيض أثناسيوس، والساحر القوى، والثائر المتآمر، والمفتون.
يجب التركيز على العبارات الرائعة التى قالها في معرض أحاديثه وعظاته و كتابته. قال هذا القانون الرائع: "ليست الكلمات هي التي تصنع الأتقياء، بل النفس المستقيـمة، والحياة المقدسة". وهذا يعنى أنه لابد أن أعيش في حياة التقوى، وحياة النقاوة، ليس بالكلمات فقط، بل النفس المستقيـمة، و الحياة المقدسة هي التي تصنع الأتقياء والمؤمنين. وقال أيضًا عبارة من العبارات المدهشة. قال: "اليقظة ممدوحة". الإنسان يبقى منتبهًا تائبًا، و"التقشف مقدس". هو أخذها من البرية. و"إذا حافظ عليهما إنسان، أنقذ سفينة حياته. وقادها دون مشقة إلى ميناء مدينة القديسين". يالروعة وجمال هذه الكلمات مع بعضها.
خامسًا، النفي
لقد تم نفي القديس أثناسيوس الرسولي عن كرسيه خمس مرات. منهم مرة خارج مصـر، وباقي المرات كانت في مصـر، أو في الصعيد، أو في الجنوب. وبرغم كل هذا، كان عندما يعود الى الإسكندرية، يعود بروح الإنتصار. ويظل الشعب فى إنتظاره، وملتفاً حوله. ورغم أن الشعب كان يتعرض إلي آلامات وضيقات شديدة جدًا، لكن القديس أثناسيوس الرسولي وشعبه كانوا أمناءًا في حياتهم للمسيح. يقول كذلك "التواضع هو الحارس والحافظ لجميع أثمارنا". وعاش القديس أثناسيوس الرسولي دون أن يحمل أى بغضة للآخرين. فلم نسمع فى يوم من الأيام أنه يقول كلمة مؤذية، أو وجه نقدًا خارجًا عن الأدب ابدًا. وكان يتكلم في حياته بمنتهى الدقة الشديدة والوضوح. وكان من العلامات التى دائما يتكلم فيها، أنه يقول "محبة المسيح تحصـرنا". وكلمة تحصـرنا هى كلمة لطيفة جدًا. حيث أنها تعنى أن محبة الله، نحن غارقين فيها. والإنسان لا يستطيع أن يرد جمايلك يارب.
القديس أثناسيوس كانت شخصيته قوية و علاقته قوية بالمسيح. وهذا ما كان يعطيه القوة الحقيقية التى عاش بها. القديس أثناسيوس الرسولي كان راعيًا وأبا، ولما تمت دعوته لحماية الإيمان. والمشكلة التى حدثت بسبب أريوس، تكلم فيها بكل ثابت. القديس اثناسيوس الرسولى كان راعيًا لمدة سبع وأربعين سنة. وفى خلال هذه الفترة، كان راعيًا لشعبه، وحفظ الأمانة بصورة قوية، وقدمها وصار لنا تاريخًا مجيدًا. ويكمن الحق لمصـر أن تفتخر أن القديس أثناسيوس الرسولي ظهر ووُلد في أرض مصر. وصار البطريرك رقم عشرين في التاريخ الحارس والحامي للأيمان.
واحد من كرادلة الغرب قال عن القديس أثناسيوس الرسولي هذه العبارة الجميلة: "هذا الرجل العظيم قد طبع الكنيسة بطابع لا يمحو الطهر سيرته تدرس في كل مكان" و على رأي من كتبوا عنه: "إن وجد كتاب لأثناسيوس و ليس معك ورقا فأنسخه واكتبه على قمصيك"، حيث أنه لم يكن هناك وسائل التسجيل. فلذلك كان يقال "أكتب العبارة قبل أن تتوه عن عقلك. أكتبها إذا لزم الأمر على ثيابك".
عبر عنه القديس غريغوريوس النزينزى، وقال: "عندما أمدح أثناسيوس، فأنني أمدح الفضيلة".
هذا هو أثناسيوس العظيم في مشاهد البيت، والكنيسة، والبرية، والمجمع، والمنفى، وهذه القامة الروحية الجميلة. اليوم نحتفل بالقديس أثناسيوس الرسولى ضمن إحتفالنا في شهر مايو بالقديسين العظماء، حيث أن في الأسبوع الذى مضـى كان الاحتفال بالقديس مارمرقس، واليوم أثناسيوس الرسولي، والأسبوع القادم القديسة دميانة، والقديس الأنبا باخوميوس أب الشـركة، وعدد كبير من الأباء الذين نحتفل بهم خلال هذا الشهر المبارك.